بحضور نخبة من الشخصيات العامة والمتخصصين من داخل وخارج مصر عقدت جمعية المسالك البولية المصرية مؤتمرها السنوي الـ 57، في الفترة من 30 أكتوبر – 2 نوفمبر 2023 بالقاهرة.
وقد أقيم على هامش المؤتمر ندوة عن "مستقبل زراعة الكلى في مصر من متبرعين حديثي الوفاة" برئاسة الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية ، فضيلة الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، ومفتي الجمهورية السابق، الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، الأستاذ الدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس السابق، الأستاذ الدكتور أحمد شهاب الدين رئيس جامعة المنصورة الأسبق، النائب الدكتور علي مهران، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، وأدار الجلسة الأستاذ الدكتور هشام حمودة أستاذ المسالك البولية بجامعة أسيوط وعضو اللجنة العليا لزراعه الكلى.
جاء ذلك بحضور أ. د. حسن أبو العينين أستاذ المسالك البولية بجامعة المنصورة ورئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية لجراحي المسالك البولية والتناسلية، أ. د. شريف مراد، أستاذ المسالك البولية بجامعة عين شمس، وسكرتير عام الجمعية، أ. د. عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس الأسبق، أ. د. حسن شاكر رئيس قسم المسالك البولية بطب عين شمس، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والمتخصصين.
وأوضح الأستاذ الدكتور محمد عوض تاج الدين تجربة زراعه الأعضاء بصفه عامة في مصر والتدرج في وضع القوانين المنظمة لها، لافتاً إلى أن جزء كبير من مشكلة زرع الأعضاء تتعلق بالجانب العاطفي والنفسي لأسرة الشخص الذي يعاني من Brain stem death (موت جذع المخ)، إلى جانب وجود بعض الجدل بين أعضاء المجتمع الطبي على مستوى العالم حول هذا الأمر.
وفي كلمته أكد فضيلة الدكتور علي جمعة أن القوانين الضابطة لزراعة الأعضاء صادرة في أكثر من 20 دولة من الدول العربية والإسلامية من بينهم مصر، وأن المشكلة ليست في القوانين ولائحتها التنفيذية ولا بجوازها دينيًا من عدمه، والتي تم مناقشتها في العديد من الملتقيات والمؤتمرات؛ لكن المشكلة تكمن في التطبيق والذي يحتاج لأمور لوجستية مثل نقل الأعضاء من محافظة لأخرى بطائرات مجهزة وغيرها، كما أن هناك معوقات ترتبط بالرأي العام ورؤيته حول زراعة الأعضاء مما يتطلب العمل على تغييره ونشر ثقافة التطوع بالأعضاء، كذلك تحدث عن تعريف الموت من الناحية الفقهية .
وأوضح الأنبا أراميا أن التبرع بالأعضاء يتوافق مع التعاليم والوصايا المسيحية، لافتًا إلى أن هذا العلم على الرغم من أنه لم يتواجد في الماضي ولكن هناك نصوص في المسيحية تطالب بالرحمة والإحسان، والتبرع بالأعضاء يمثل تضامن حقيقي بين الإنسان وأخيه الإنسان، فالحياة لها قيمة عظيمة ونقل أعضاء المتوفي لن يضيره ولكنه يحسن من حياة شخص علي قيد الحياة.
وشدد على ضرورة وضع ضوابط صارمة حتى لا تتحول الأعضاء إلى سلعة تُباع وتُشترى.
وأكد الأستاذ الدكتور محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس السابق، ورائد زراعة الكبد في مصر، أنه قد تم إنجاز الكثير في ملف زراعة الأعضاء، مؤكدًا على الأدوار والجهود البارزة التي قام بها عدداً من القامات في هذا الملف الهام والتي أسفرت عن خروج قانون زرع الأعضاء ولائحته التنفيذية.
وأضاف أن زراعة الأعضاء فرضت نفسها كحاجة ملحة، وليس هناك موانع أخلاقية ولا دينية، ولكن هناك عقبات نفسية عقائدية ترتبط بتقديس الجسد بعد الموت.
كذلك تحدث النائب الدكتور علي مهران، رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ حول رؤية برلمانية لقانون زراعة الأعضاء الجديد في مصر، مؤكدا على اهتمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً بهذا الموضوع وتوفير مركز عالمي له وعرض سيادة النائب تبني أي اقتراح مثمر حول هذا الموضوع تحت قبة البرلمان.
وأكد الأستاذ الدكتور هشام حمودة على قلة أعداد الكلى اللازمة لزراعتها في مرضى الفشل الكلوي حيث لا تتجاوز 10% من احتياج المرضى في مصر ووجوب توفيرها من المرضى حديثي الوفاة أسوة بباقي بلاد العالم.
واستعرض د. نصر الدين محمد أستاذ مساعد المسالك البولية التجربة الألمانية في زراعة الكلى، وعرض أ. د. ياسر عثمان أستاذ المسالك بجامعة المنصورة التجربة الإيرانية، وكذلك عرض أ. د. أحمد الزهراني التجربة السعودية في بلده، وقدم أ. د. إسماعيل راضي أستاذ المسالك البولية وأمين صندوق الجمعية اقتراحاته لمصر کي تطبق هذا النظام.
وأشار الاستاذ الدكتور شريف مراد إلى أن جمعية المسالك البولية المصرية تعد من أقدم الجمعيات الطبية الغير هادفة للربح، وأنشئت عام 1947، ومن أوائل الجمعيات التي انضمت للجمعية الطبية المصرية، وقد شهد مؤتمر الجمعية هذا العام تطورًا كبيرًا في المحتوى والشكل عن الأعوام السابقة، حيث كان هناك زيادة في أعداد المشاركين، وعدد المحاضرات والجلسات والكورسات والسيمنار، إلى جانب وجود بث مباشر من داخل وخارج مصر لجراحات يتم إجراؤها على الهواء مباشرة.
كذلك تم استحداث شعبة خاصة بشباب الأطباء والذي سيكون لهم جلسة خاصة ضمن أروقة المؤتمر، كذلك تم استحداث شعبة للأنشطة الاجتماعية والهوايات للمشاركين.