نظم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن جامعة عين شمس، ندوة بعنوان تحرير سيناء ما بين الحرب والسلام"، تحت رعاية أ. د. غادة فاروق، القائم بأعمال رئيس الجامعة، أ. د. سلوى رشاد، عميد الكلية، وإشراف أ. د. يمنى صفوت، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وحاضر خلالها اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، بمناسبة ذكرى مرور خمسين عامًا على نصر أكتوبر.
افتتحت فعاليات الندوة أ. د. يمنى صفوت، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، مؤكدة أن اليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر المجيدة تعد أحد أهم المناسبات التي من خلالها نستعرض تاريخنا المشرف وننمي الحس الوطني للطلاب وغرز مفهوم الوطنية لدى أبناءنا الطلاب، لافتة إلى أن مرور خمسين عامًا على انتصارات أكتوبر وتعاقب الأجيال يستوجب تذكير الجيل الجديد ببطولات أبائهم وأجدادهم وبناء شخصية البطل داخلهم ليستكمل الأحفاد أمجاد سابقيهم واستلهام العزيمة والروح القتالية في شتى المجالات حتى تحقق النجاحات على مختلف الأصعدة.
وخلال كلمته أكد اللواء طيار أ. ح. هشام الحلبي، أن مع مرور خمسين عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة سنجد على شبكة الإنترنت العديد من المعلومات المغلوطة حول الحرب التي يستهدف الجانب الإسرائيلي زراعتها في عقول الأجيال الجديدة لمحاولة تخفيف وطأة انكسارهم على يد الجيش المصري العظيم.
وطرح سؤالًا حيويًا لماذا احتلت اسرائيل عام 1967، حيث أن العمق الاستراتيجي الإسرائيل قليل جدًا لا يمثل أكثر من 7 كيلو ومن الناحية العسكرية فهو عقبة كبيرة، وعسكريًا لو حاربوا داخله سيتعرضون للهزيمة وسيتم تدمير الدولة الإسرائيلية، ولذلك قاموا بالحروب واحتلال أراضي خارج أراضيهم؛ وهي نظريات عسكرية صحيحة، فقاموا بتنفيذ تلك الأفكار يوم 5 يونيو واحتلال أراضي أربعة دول عربية منهم مصر، لذلك احتل سيناء بالكامل.
كما قام الجانب الإسرائيلي بالتمركز عند مانع قناة السويس وقام بوضع خطة نيران، واستعمل مضخات "النابلم" لإشعال الماء في لحظات بدرجة حراة 1200 درجة، وقام بعمل مانع ترابي بارتفاع 20 متر ويعلوه أماكن للدبابات والمدافع وهو ثاني خط دفاعي، وقاموا بوضع خط دفاعي ثالث وهو خط بارليف، وهي دشم حصينة مكونة من طبقات دبش وحديد وخط سكة حديد وبها فتحات نيرات غير طبيعية، وهي نظرية الأمن الاسرائيلية.
وعن نتائج حرب 1973، أوضح أن إسرائيل كانت تمتلك أحدث الأسلحة الأمريكية ونحن نمتلك سلاح دفاعي روسي قديم من الحرب العالمية الثانية والعالم يرفض منح المنهزم سلاح وهي قاعدة عالمية، ولكننا استطعنا كسر نظريات عالمية عسكرية بسلاح دفاعي قديم وهو ما جعلهم يجلسوا للمفاوضات ورجوع الأرض وتوقيع اتفاقية سلام رغمًا عنهم.
واستطرد حديثة مشيرًا إلى أن تحرير سيناء لم يكتمل بالحرب فقط، حيث أنه تم تشكيل لجنة أمريكية wsag يرأسها رئيس أمريكا لنجدة إسرائيل، وتم إنشاء جسر جوى وبحري متواصل لدعم إسرائيل على الفور، تم خلاله نقل معدات عسكرية متطورة بلغ وزنها 22 ألف طن عبر الجو و 85 ألف طن عبر النقل البحري، فأصبحنا نحارب أمريكا بجانب إسرائيل، كما دفعت أمريكا بطائرات استطلاع استراتيجية لمعرفة مواقع القتال.
وتابع حديثه مشيرًا إلى أنه من أول الحرب تم عرض وقف إطلاق النار خمس مرات على الرئيس السادات، ففطن لمخطط أمريكا بتدمير السلاح المصري على الأرض لفرض شروط أمريكا خلال المفاوضات.
وأشار إلى أن معاهدة السلام أقرت التزام الجانبين بالسلام في الشرق الأوسط وفق معاهدة الأرض مقابل السلام، وتعني أن السادات جعلهم يوقعون على اتفاقية بخصوص دول الشرق الأوسط والدول العربية الجيران لإسرائيل، واستردت مصر سيناء بسيادة كاملة.
وشهدت الندوة تفاعل كبير من طلاب الكلية وطرح أسئلة أجابها اللواء طيار أ. ح. هشام الحلبي، وفي الختام قامت أ. د. يمنى صفوت، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، بتكريم الضيف وتسليمة درع وشهادة تقدير تكريمًا لإسهاماته الرائدة في الندوة.