انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر مركز الدراسات البردية والنقوش الدولي العاشر بجامعة عين شمس بعنوان آثار وتراث مدن وقرى مصر العليا، بحضور أ. د. غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أ. د. حسام طنطاوي، عميد كلية الآثار، أ. د. أحمد الشوكي وكيل كلية الآثار لشئون الدراسات العليا والبحوث، أ. د. إيمان نصير مدير مركز الدراسات البردية والنقوش.
وأشارت أ. د. غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة أن تخصصها في مجال التخطيط العمراني مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأثار، لأن التراث يشمل المعمار، الحرف فالتراث هو ذاكرة المدن، ويشمل المباني، الحرف والثقافات ويشكل جزء هام من الهوية المصرية، كما يعبر عن تكوين المجتمع ونشأته.
مشيرة إلى أن مصر غنية بتنوع التراث، حيث تتميز النوبة بتراث مختلف عن الواحات، وكذلك تراث مدن الصعيد، بشكل متناغم فريد من الصعب أن تجده في أي مكان آخر مشيدة باختيار عنوان المؤتمر وأهميته.
مشددة على أهمية تعظيم الاستفادة من الأثار وتسويقها بشكل جيد وخاصة بالصعيد المليء بالآثار، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تعظيم الاستفادة من التراث والاثار.
كما رحب أ. د. حسام طنطاوي بالحضور في جامعة عين شمس التي تعد من أعرق الجامعات المصرية وأكثرها أهمية على ساحة المؤسسات الأكاديمية، مشيرًا إلى أن كلية الآثار أصبحت في فترة وجيزة قبلة لكل المعنيين والدارسين والباحثين في مجالات علوم الآثار المختلفة.
وأضاف أن مؤتمر اليوم يُعقد في ظل ظروف خاصة تندرج ضمن تدشين عهد واعد للكلية في كنف إدارة جديدة وامتدادا لتسعة مؤتمرات سابقة، ويحمل في نسخته العاشرة عنوان آثار وتراث مدن وقري مصر العليا بما يتوافق مع توجه الدولة للاهتمام بالصعيد ضمن رؤية مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
حيث يأتي اختيار هذا العنوان من منطلق الإدراك التام والوعي الكبیر بأهمية صعيد مصر، ومن ثم وجب تسليط الضوء على دوره التاريخي والحضاري والاجتمــاعي والاقتصــادي والسياسي على النحو الذي تكشفه محاور هذا المؤتمر والأوراق البحثية المقدمة له.
وأضاف سيادته أن المؤتمر يتضمن 5 جلسات، يتحدث خلالها 19 متحدثا من تخصصات متباينة بين المصري القديم واليوناني الروماني والإسلامي.
وأوضح أ. د. أحمد الشوكي وكيل كلية الآثار لشئون الدراسات العليا والبحوث أن مؤتمر اليوم، والذي يأتي تحت عنوان اثار وتراث قرى ومدن مصر العلياء صعيد مصر أو مصر العليا أو قبلي أو جنوب مصر، يشير إلى وحدة جغرافية واجتماعية واحدة، قد اكتسبتها نظراً لكونها الأعلى جغرافيا في مصر، نظرًا لجريان النيل من الجنوب، إلى الشمال ويمتد الصعيد جغرافيا من اسوان جنوب مصر إلى محافظة الجيزة التي تعد أخر محافظة صعيدية قبل أن تبدأ محافظات الوجه البحري من القاهرة ويتميز الصعيد بالعادات والتقاليد الأصيلة والتي تتضح جليًا في مظاهر الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية والدينية.
وأضاف أنه نظرًا لهذا التنوع الجغرافي وما صاحبه من تنوع تاريخي وتراثي، تم اختيار آثار وتراث مدن مصر العليا لتكون عنوانا للمؤتمر، وهي تشمل صعيد مصر من أسوان وحتى سوهاج وذلك لإفساح المجال لدراسات أكثر تخصصا عن هذه المنطقة، على أن يتم إفراد المؤتمر القادم عن باقي محافظات الصعيد أو مصر الوسطى والتي تمتد من أسيوط وحتى الجيزة ويأتي مؤتمرنا هذا العام كجزء من خطة كلية الآثار التي تتوافق مع جهود الدولة وجامعة عين شمس بالاهتمام بصعيد مصر، سواء في المجالات البحثية أو من خلال خدمة المجتمع من حيث تخصيص العديد من القوافل التنموية الشاملة.
وأشارت أ. د. إيمان نصير مدير مركز الدراسات البردية والنقوش أن نجاح وازدهار مصر عبر العصور بدايةً من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي المبكر أثبت أن الإدارة الحكيمة الناجحة هي التي تستثمر في عبقرية المكان والإنسان لإقامة حضارة عظيمة، وهو ما حدث بالفعل منذ ما يقرب من .4500 سنة قبل الميلاد ولا يزال مستمرًا إلى الآن متمثلا في ما تشهده الدولة من حركة نهضوية للتنمية المستدامة 2030، وبما أن الصعيد أصبح على أجندة التنمية المستدامة لتحقيق حياة كريمة لمواطنيها ومن أهم محاورها وبما أن استراتيجية التنمية المستدامة التي تبنتها وزارة السياحة والآثار والتي ترتكز على تحقيق استدامة النشاطين السياحي والأثري، وزيادة فاعلية آثارهما الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتعزيز القدرة التنافسية للمقصد السياحي المصري، وتعظيم المنافع التي تعود عليها وعلى الاقتصاد القومي من هذين النشاطين، جاءت فكرة المؤتمر.
وأضافت أن المؤتمر يهدف بمحاوره المتعددة الى إلقاء الضوء على قرى ومدن الصعيد بما يحتويه من آثار وتراث، مع إثارة الانتباه لأهمية المناطق الأثرية بها، وهذا من خلال الأبحاث التي تم انتقاؤها بعناية فائقة من قبل لجنة علمية متخصصة كل في مجاله.