نظم قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن جامعة عين شمس بالتعاون مع وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف بالجامعة، أول صالون ثقافي بعنوان "المرأة في الأدب العربي والعالمي"، تحت رعاية أ. د. محمود المتيني رئيس الجامعة، أ. د. عبد الفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أ. د. غادة فاروق القائم بعمل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أ. د. سلوى رشاد عميد الكلية، وإشراف أ. د. يمنى صفوت وكيل الكلية لشئون القطاع، أ. د. هند الهلالي مدير وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف بالجامعة.
خلال كلمتها الافتتاحية أكدت أ. د. يمنى صفوت وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن القطاع حريص على مواكبة الأحداث الجارية على الساحة، ومنها قضية ردع العنف ضد المرأة لضمان أمان المرأة داخل أسوار الجامعة وخارجها، مشيرة إلى أن جامعه عين شمس رائدة بوجود الوحدة منذ 2016، وتستهدف تحقيق الأمان للطالبات والعاملين، لافتة إلى أهمية تسليط الضوء على صورة المرأة في الأدب العربي والعالمي، مؤكدة أن الأدب ملئ بالنماذج الإيجابية التي تدل على أن العالم العربي منذ زمن طويل كان يستشعر أهمية دور المرأة الإيجابي في بناء مجتمع مستقر ومتزن قادر على دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات.
وأوضحت أ. د. هند الهلالي مدير الوحدة خلال الندوة التعريفية ماهية الوحدة وأهدافها وأنشطتها وآليات واستراتيجيات العمل بها، ومواجهتها لحالات التحرش والعنف والتنمر، بالإضافة للخدمات التي تقدمها الوحدة.
وأشارت أ. د. هند الهلالي إلى دور الجامعة في اتخاذ كافة الإجراءات وكيفية التعامل مع الحالات التى تعرضت للعنف أو التنمر أو التحرش من الجانب النفسي والاجتماعي، وكيفية تحويل تلك الحالات للوحدة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من خلال اللجنة القانونية ولجنة الدعم النفسي وكذلك لجنه التدريب وتنمية القدرات واللجنة الاجتماعية وريادة الأعمال.
وخلال فعاليات اليوم الثقافي أكدت أ. د. هدى عطية، رئيس شعبة النقد في اتحاد كتّاب مصر، في النصوص القرآنية إن آدم مخلوق للنزول الى الأرض سواء اكل من الشجرة أم لا، ويجب على المجتمع أن يعيد نظرته للمرأة بطريقه مختلفة فهي كانت سببًا منطقيًا لنزول آدم إلى الأرض ونزوله لم يكن عقابًا.
وتابعت حديثها مشيرة إلى أن المرأة تساهم بقوة في مختلف المجالات، وتجاري ما يقال وأنها أصل نظرية التكوين، حيث خلقت حواء من ضلع آدم في بداية الخليقة والقانون المتعارف علية (أنا والآخر) والمعني الأول في الحياة هو الحب أي الارتباط أو الانفصال، حيث أن فكرة الحياة متواجدة من الاساس وجميعنا مرأة للآخر ينظر الى نفسه من خلالها.
مشيرة إلى أن المعني اللغوي للمرأة تعد تجربة عربية وأنها ليست وجود جسدي فقط انما رؤية الوجود لذاته، ان المرأة تعد اول شخص مقدس في الثقافات العربية المختلفة، حيث جسد الأدب العربي المرأة في صورة مميزة متنوعة كالأم والابنة، والزوجة، وأوضحت وصف المرأة في الغزل العفيف كيف كانت المرأة العربية تفكر، وكأن المرأة والمكان متلازمين بنفس العزة والقداسة.
كما تناولت النظرة الأدبية للمرأة حيث شبه الشعراء والكتّاب العرب القدامى المرأة بالقمر في دلالة على الاستدامة؛ حيث أن كل شكل دائري يعبر عن الاستدامة، كذلك نوهت عن الشعر العفيف عند الشعراء العرب في العصر الجاهلي حيث كان يتميز الشعر بالغزل العفيف، مستشهدة بمثال القيس وليلي، كذلك أوضحت قوة المرأة عند العرب ودورها في الدفاع عن القبيلة من خلال قرار ليلى من عدم زواجها من قيس وزواجها من ورد، وذلك لتأكيد الوحدة داخل القبيلة وضمان الاستقرار داخل القبيلة بقرار قيادي حكيم منها كامرأة.
بينما تناولت خلال مداخلتها أ. د. ثناء الكيلانى، أستاذ اللغة العربية بألسن عين شمس، العنف المقنع، مشيرة إلى أنه كثيرًا ما يناقش المجتمع الظاهرة دون البحث عن السبب وتعرضت المرأة على مر عصور طويلة الى عنف وعدم الاعتراف بقدراتها. وترجه اصول تلك الاضطرابات المجتمعية إلى أفكار قديمة صدرها كثير من الفلاسفة والغرب منهم سقراط وأفلاطون وتوارثها المحدثون وتناقلتها المجتمعات العربية بعد ترجمتها من اليونانية، موضحة أن تلك الافكار بقايا موروثات قديمة واقتباسات متقطعة لنصوص دينية لتتماشى مع وجهات نظر وضعية.
وتناولت أ. د. ثناء الكيلاني الأعمال الدرامية التي تبنت التحريض للعنف ضد المرأة وتهديدها والتعدي عليها لفظًا أو جسديًا، إلى جانب الأمثلة الشعبية التي اضطهدت المرأة في كثير من الحالات.
كما أشارت أ. د. سهير صفوت، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية أن المرأة مقيدة بالتقاليد والعادات داخل المجتمعات، وتناولت رحلة العنف ضد المرأة داخل التراث الشعبي، حيث أن الذكورة ليست امتياز ولا الأنوثة تعد نقص وتعد المرأة مواطن من الدرجة الثانية داخل المجتمعات العربية، و أوضحت أ. د. سهير صفوت أن المجتمعات تدور حول الفلك الذكوري في المرتبة الأولى و تأتى المرأة من بعد الرجل بالرعاية سواء بصفه الأم أو الأخت أو الزوجة وأن للأمثال والحكم الشعبية دور في ترسيخ الأفكار المصرية المصدرة الي العقول عن المرأة ومنها بعض المقولات " ولما قالو دة ولد انشد ضهري وانسند ،ولما قالو دي بنية قلت هدو الفرن عليا".
كما ناقشت أ. د. هالة عصمت أستاذ اللغة الفرنسية بالكلية في مداخلتها دوافع العنف الذى تلجأ اليه المرأة بالرغم من مخالفته لفطرتها الإنسانية، من خلال استعراض الأسباب التي أدت ببطلة رواية "الصوت الأخير" للكاتبة الجزائرية ما يساء باي الى قتل زوجها، حيث تعود دوافع العنف إلى مرحلة الطفولة الغضة والشباب والتي عانت فيهما بطلة الرواية من تسلط الأم لمجرد كونها فتاه ثم تتوالى الأحداث لتقع فريسة لسيطرة الزوج فينتهي بها الحال الى قتله دون إبداء أي ندم على فعلتها المشينة.
اوضحت د. تسنيم أكرم المدرس المساعد بقسم اللغة الفرنسية، دور المرأة الفعال والواضح والمؤثر في التغير من خلال مداخلة عن " المرأة الفرنسية المعاصرة بين الانصاف اللغوي والظلم النوعي "حيث أدركت كبرى شركات الدعاية والإعلان قدرة المرأة الاستثنائية على استقطاب المتلقي وإقناعه عقليًا وعاطفيًا.
ومن ثم قامت باستغلال خطاب التأثير الرقمي للمرأة من أجل الترويج للمنتجات بكافة أنواعها. وهذا التفضيل للمرأة دون الرجل يؤكد قدرتها الخطابية الخارقة في الإقناع مما يحقق لها الإنصاف اللغوي بجدارة ويؤكد كذلك على إدراك الغير والرجل بشكل خاص لهذه القدرات الخطابية الرائعة في حين تستمر المرأة في إغفالها بل وظلمها لنفسها نوعيا في كل مرة تكتب فيها عن نفسها وعن غيرها.
بينما قام د. محمد يسري، المدرس المساعد بقسم اللغات الأفريقية ومنسق وحدة دعم المرأة ومناهضة العنف بالكلية، بتقديم مداخلة ناقش فيها الرؤية النسوية للكاتبة الكينية كلارا موماني من خلال روايتها السواحيلية بعنوان " ناكوروتو".
حيث حاولت الكاتبة من خلال الرواية تعزيز دور المرأة في الحفاظ على البيئة ومواردها والحد من التلوث الناجم عن حرق المخلفات أو الإلقاء بها في الانهار والمحيطات، فالنسوية لدى كلارا موماني أخذت رؤية أكثر عمقًا لتشمل البيئة لتطبق رؤية الكاتبة ليندا جيفرد في كتابها أنثوية العلم أن النسوية الجديدة أصبحت فلسفة للمرأة بقدر ما هي فلسفة للبيئة.
وفي الختام تم تنظيم ورشة عمل عن الذكاء العاطفي وكيفية تعامل المرأة في المجتمع وجرى استبيان يوضح مدى العاطفة المكتسبة للمرأة أثناء التعامل مع المواقف.