قال الدكتور أحمد جلال، عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، إن التغير المناخي لا يؤثر على الزراعة في مصر فقط، وإنما يؤثر على الزراعة في العالم كله وذلك لعدة أسباب منها، أن التغير المناخي من الممكن أن يؤدي إلى حدوث الجفاف، وانخفاض كمية المياه العذبة اللازمة للزراعة، وهناك بعض الأماكن سيحدث لها جفاف كلي مثل جنوب الصحراء في إفريقيا، ومنطقة الشرق الأوسط.
وتابع «جلال»: «نلاحظ حالياً انخفاض منسوب المياه العذبة على مستوى العالم كله حتى الموجودة في دولة البرازيل، وتعتبر البرازيل من أكبر الدول التي تحتوي على كمية مياه عذبة، حيث تمثل نسبتها 25% من المياه العذبة على مستوى العالم، وتسمى رئة العالم بسبب احتوائها على غابات الأمازون، والمتبقي منها حالياً خمسها، لأن حوالي أربعة أخماس من هذه الغابات ضاع في الفترات الزمنية السابقة».
وأوضح أنه يجب علينا التفرقة بين أمرين: إن الدول الصناعية الكبرى المتقدمة مثل أمريكا وأوروبا هي المتسببة في حدوث التغير المناخي، ويدفع فاتورة هذا التغير الدول النامية مثال مصر وإفريقيا وبعض الدول الموجودة في آسيا، وهناك من تسبب في هذه الأزمة العالمية التي تواجه العالم كله من أول اتفاقية كيوتو ثم اتفاقية جلاسكو، ثم باريس وخلافه، وهناك ما يسمى بالدول المانحة التي تقدم مشروعات بمليارات الدولارات لمواجهة هذه الآثار المدمرة لكوكب الأرض، ولكنها حتى الآن لم تف بهذه التعاهدات، ولم تدفع حتى ربع ما تعهدت به، ومصر من ضمن الدول التي تتأثر بشدة بهذه التغيرات، لأننا نواجه في الأساس مشكلة في المياه، ومن الممكن أن تزداد هذه المشكلة وتتفاقم، مما يجعل أول ما نواجهه في تغير المناخ هو مشكلة الجفاف التي تحدث في بعض المناطق، والمشكلة الثانية التي تترتب على التغيرات المناخية هي انخفاض في إنتاجية المحاصيل، وانخفاض جودة المحاصيل، لأنه في حالة وصول ثاني أكسيد الكربون من 470 إلى 500 جزء في المليون في الغلاف الجوي يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة البروتين في القمح بحوالي 7%، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الزنك والحديد من 7% إلى 10%.
وأضاف أنه ليس هناك محاصيل مهددة بالانقراض ولكن هناك أصناف ستختفي وتظهر أصناف جديدة، وتظهر أصناف جديدة معدلة وراثياً بمواصفات معينة، نستطيع من خلالها التخفيف من حدة التغيرات المناخية على هذه الأصناف، ومن أخطر المشاكل التي سوف نواجهها بسبب التغيرات المناخية انتشار الأمراض الجديدة والآفات الجديدة، فعلى سبيل المثال العام الماضي ظهرت «دودة الحشد» التي تسببت في تدمير محصول «الذرة» على مستوى مصر، وسببت أزمة كبيرة للفلاحين الذين زرعوا ذرة العام الماضي.
وأوضح أنه تم إدخال تقنيات جديدة في الزراعة مثل الزراعة بالهيدروبونيك والمقصود بها الزراعة بدون تربة زراعية يكون الجذر بشكل مباشر في المياه، وتستخدم لأنواع معينة من المحاصيل الزراعية وليس كل الأنواع، فلا يمكن استخدامها في زراعة الأرز أو القمح، وهى بمثابة محاصيل استراتيجية ضرورية، كما لا يمكن استخدامها في زراعة الفاكهة، ومشروع زراعة المليون شجرة سواف يواجه بصورة ما التغيرات الموجودة، كما يوجد في كلية الزراعة بجامعة عين شمس مشاريع جديدة كمشروع «الصوب» الحديثة، كما يوجد لدينا أكبر نظام سمكي مغلق ويعتبر من أكبر المزارع السمكية الموجودة في كليات الزراعة على مستوى مصر.
يمكن قراءة الموضوع من مصدره الأصلي من خلال الرابط التالي: