egypt أهلاً بك في جامعة عين شمس
آداب تكرم الإعلامي محمد الباز في ندوة قراءة في المشهد الإعلامي الراهن وتداعياته

نظمت كلية الآداب جامعة عين شمس ممثلة في قسم اللغات الشرقية ندوة بعنوان: "قراءة في المشهد الإعلامي الراهن وتداعياته" استضافت خلالها الدكتور محمد الباز الكاتب الصحفي والإعلامي ورئيس مجلس إدارة جريدة الدستور، وأستاذ الصحافة والإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة.

أقيمت الندوة تحت رعاية أ. د. محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، أ. د. عبد الفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، أ. د. لطفى مرتضى عميد الكلية، وإشراف أ. د. رانيا محمد فوزي رئيسة القسم، وأدار اللقاء د. سعيد الصباغ، وتنسيق وإعداد د. أحمد لاشين، وشهدت الندوة إقبالًا طلابيًا كبيرًا.

بدأت الندوة بالدعوة للوقوف دقيقة حداد على روح شهداء الوطن الأبرار، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن والشعب المصري.

ورحب أ. د. مصطفى مرتضى عميد الكلية بالدكتور محمد الباز وجميع الحضور، وأثنى على حسن اختيار موضوع الندوة، موضحًا أن المشهد الإعلامي الحالي ملتبس بفعل المتغيرات العالمية اليومية، فالإعلام أمام واقع وتحولات وتغيرات متلاحقة، وينبغي الأخذ في الاعتبار أنه لابد من التفريق بين ما يكون وما ينبغي أن يكون حيث أن هناك فرق بين الأيديولوجيا والعمل على أرض الواقع.

         
   
         

ثم قام الدكتور أحمد لاشين، بالتعريف بقيمة د. محمد الباز، ومدرسته الصحفية، ودوره الوطني في مجال الإعلام، وأشار إلى أهمية استضافة العناصر البارزة في المجتمع، داخل حرم الكلية، ليقدموا نموذجاً ناجحاً للطلاب في مختلف التخصصات، كما وضح المحاور الرئيسية للندوة، وهي الدور الوطني للإعلام في ثورة 30 يونيو، وقيمة مسلسل الاختيار كدراما وثائقية، وتوضيح مفهوم الحياد الإعلامي والانحياز للوطن، ومفهوم صحافة الإثارة، وهل يتعارض مع دور الصحافة والإعلام في نشر الحقائق.

وأشارت أ. د. رانيا محمد فوزي رئيس قسم اللغات الشرقية والمشرفة على الندوة، إلى ضرورة تفعيل الأنشطة الثقافية في كلية الآداب، حتى يتمكن الطلاب من التماس مع قضايا المجتمع من حولهم، وأشادت بدور الدكتور محمد الباز في مجال الصحافة والإعلام.

كما أكدت أن الانحياز في أوقات المخاطر التي تحيق بالوطن هو قمة الحياد وغير ذلك يعد خيانة.

وبدوره أكد الكاتب الصحفي والإعلامي د. محمد الباز أن مصر تعيش فترة استثنائية منذ ،2011 وكان لزاماً على الإعلام أن يدرك متطلبات المرحلة، خاصة زيادة الوعي السياسي لدى المجتمع، ومحاولة منع أي تخريب داخل الوطن.

ثم جاءت مرحلة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، والتي خاضت فيها الصحافة معركة شرسة كانت تحتاج إلى طبيعة خاصة، وأشار الباز إلى أن موقفه كان واضحاً منذ بداية مرحلة الإخوان، وهو موقف المعارض لحكمهم، ذلك الموقف الذي عرضه وغيره من الصحفيين إلى صدامات قوية ضد جماعة الإخوان، وصولاً لثورة 30 يونيو.

   
   

ومنذ تلك المرحلة ظهر في الخارج، ما يُعرف بالإعلام المعادي للدولة والمجتمع المصري ككل، وهو إعلام يتسم بموقف محدد، ولم يكن عنده استعداد لتغير قناعاته، لذا كان من الضروري أن يتبنى الإعلام المصري موقفاً واضحاً لصالح الدولة والمجتمع المصري، وأشار الباز إلى أن الإعلام المصري كان يخوض حرباً قوية، يستخدم العدو فيها كل الأسلحة.

كما أشار الدكتور محمد الباز إلى أن الإعلام أداة، ولكن لا يقوم بالتغيير، فهو ليس قوة ذاتية بل قوة مساعدة للدولة والمجتمع، فوظيفة الإعلام هو توجيه المجتمع سياسياً وثقافياً، بناء على توجهات واحتياجات الحياة في مصر، ولا يمارس دوراً سلطوياً على المجتمع.

كما استعرض مفهوم "الإعلام المحايد" ومدى واقعيته، فاعتبر أن انحياز الإعلام المصري للمصريين، يعتبر حياداً في حد ذاته، وأن هناك فرق كبير بين الإعلام في إطاره النظري، وبين تطبيقه في الحياة العامة، وهذا الفارق يكون لصالح التطبيق وليس النظرية، فممارسة الصحافة كمهنة لها معطياتها وصعوبتها، تختلف نسبياً عن نظريات الإعلام من منظور علمي.

كذلك أشار إلى أن فكرة "صحافة الإثارة" لا تتعارض مع الواجب الصحفي في نشر الحقائق، فصحافة الإثارة لا تعني الصحافة الصفراء أو الصحافة التي تعتمد على الفضائح، وإنما هي الصحافة التي تجذب نظر القارئ، حتى تتمكن من نقل أفكار معينه، تصب في نهاية الأمر لصالح القارئ والحقيقة.

كما أكد أن الحقائق التاريخية التي أثارها مسلسل الاختيار 3، الذي وثق لأحداث عامي 2012 و2013 تؤكد على اعتبار الدراما مصدر لكتابة التاريخ، كوثيقة درامية وغيرها لأنها استخدمت أدلة وتسجيلات صوتية وفيلمية حقيقية، واعتبر أن مسلسل الاختيار نوعية مختلفة من الدراما، فهي تقدم المعلومات التاريخية والمادة الوثائقية، بطريقة درامية، تساعد المشاهد على استيعاب المشهد السياسي وأسبابه وتداعياته.

وأجاب الدكتور محمد الباز على العديد من أسئلة الطلاب، خاصة عن كيفية العمل في مجال الصحافة، والفرق بين دور الكاتب والصحفي، فليس كل كاتب جيد يستطيع أن يكون صحفي جيد، فلكل مهنة أصولها وتحدياتها.

وفي نهاية اللقاء قام أ. د. مصطفى مرتضى عميد الكلية بإهداء درع الكلية للدكتور محمد الباز تكريماً له على دوره البارز في مجال الصحافة والإعلام، خاصة موقفه الوطني في العديد من المجالات الصحفية والإعلامية.