تحت رعاية أ. د. محمود المتينى، رئيس جامعة عين شمس، وأ. د. عبد الفتاح سعود نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وأ. د. ممدوح الدماطي عميد كلية الآثار، وإشراف أ. د. حسام طنطاوي وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، وتنفيذ أ. تامر ثروت العسال، مدير إدارة رعاية الطلاب، وتنظيم اتحاد طلاب الكلية، عقدت كلية الآثار محاضرة بعنوان "الإعداد للمتحف الخاص بقصر المنيل" حاضر خلالها الأمير عباس حلمي الثالث، رئيس جمعية أصدقاء متحف قصر المنيل.
شهد اللقاء الأستاذ الدكتور أحمد الشوكي وكيل كلية الآثار للدراسات العليا والبحوث، وأ. د. علي عبد الحليم، رئيس قسم الآثار المصرية القديمة، وأ. د. نهى سالم، رئيس قسم الاثار اليونانية والرومانية، ود. نادر عبد الدايم، المشرف على قسم الآثار الاسلامية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب.
استهلت المحاضرة بكلمة أ. د. ممدوح الدماطي عميد الكلية، قام خلالها بالترحيب بسمو الأمير عباس حلمي الثالث، ثم عرض سيادته نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية ونسبته إلى أسرة محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة، فجده هو الخديوي عباس حلمي الثاني، ووالده هو الأمير محمد عبد المنعم الذي تولى الوصاية على العرش لحين بلوغ الأمير أحمد فؤاد ابن الملك فاروق السن القانونية، أما والدته فهي الأميرة نسلشاه عثمان أوغلو حفيدة أخر سلطان للدولة العثمانية، ودرس في كلية العائلة المقدسة (الجيزويت) بالقاهرة، ثم سافر إلى لندن لإكمال دراسته حتى حصل على شهادة Politics Philosophy and Economics من جامعة أكسفورد عام 1959م، ويعمل حاليًا كعضو منتدب ورئيس لجنة الإدارة بشركة دولية كبرى رائدة في ادارة الاستثمارات والثروات والمحافظ والأوراق المالية، بالإضافة إلى رئاسته لجمعية أصدقاء متحف قصر المنيل، وتوليه أمانة سر جمعية أصدقاء المتحف القبطي.
وأوضح أ. د. حسام طنطاوي، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، بأن هذه الفاعلية تأتي في إطار ما تشهده كلية الآثار من تطوير وتنفيذ لبرامج تدريبية تتضمن محاضرات وورش عمل تهدف إلى تنمية مهارات طلاب المرحلة الأولي، وتبنيا للاتجاهات الحديثة في التعليم والتعلم عن طريق الاساليب غير المباشرة.
وحول قصر المنيل أشار أ. د. حسام طنطاوي إلى أنه يُعد من أجمل وأهم المتاحف التاريخية في مصر، وقد قام بإنشائه الأمير محمد علي في الفترة ما بين 1319- 1348هــ/ 1900- 1929م، وينفرد القصر بتصميمه المعماري الرائع على الطراز الإسلامي المقتبس من المدارس الفنية الفارسية والمملوكية، كما يتضمن أيضاً بعض الزخارف السورية والمغربية والأندلسية، كذلك شاعت فيه الروح العثمانية، مما يجعله مدرسة فنية جامعة لعناصر العمارة والفنون الإسلامية المختلفة، ومثالًا جيدًا لإعادة توظيف المباني الأثرية والتراثية.
وخلال المحاضرة تحدث الأمير عباس حلمي عن قصة بناء القصر على ضفة نهر النيل والحديقة الملحقة به. وتطرق إلى الحقبة الزمنية التي تم انشائه خلالها، وتاريخ أسرة محمد علي عامة والأمير محمد علي توفيق خاصة، وما اشتهر به من حبه للفنون واقتناء المجموعات المختلفة من التحف خاصة السجاد والسيوف واللوحات الزيتية وغير ذلك، فضلًا عن هواية تربية الخيول.
وأعقب ذلك انتقال سيادته إلى شرح دور الجمعيات الاهلية في خدمة المتاحف والحفاظ على آثار مصر وتراثها الثري، ضاربا المثل بتجربته الشخصية كعضو في عدد من هذه الجمعيات، مثل أصدقاء متحف الفن الإسلامي وأصدقاء المتحف القبطي.
وبمزيد من الاستفاضة تناول إسهامات جمعية أصدقاء متحف قصر المنيل في إعداد حجرتين بقصر المنيل؛ الأولى للاستقبال والثانية للعرض، كمرحلة أولى من إعداد 15 حجرة بالمتحف لعرض المجموعة الخاصة بالأمير محمد على توفيق، وما تشتمل عليه من تحف معدنية وسجاجيد ولوحات الخط العربي.
كما عرض سيادته لبنود الاتفاقية المزمع عقدها مع وزارة الآثار للتعاون فيما يخص تزويد المتحف الخاص بقصر المنيل بشاشات العرض، وتجهيز سيناريو العرض، وإعداد برامج تدريبية للعاملين بالمتحف، وتنظيم المعارض والمؤتمرات، والاشتراك في مجال صيانة المتحف وتقديم المشورة الفنية لإدارة المتحف في مجال الحفاظ على الحدائق الملحقة وما تحتويه من نباتات تاريخية.
واختتم الأمير عباس حلمي كلامه بالتأكيد على أن الحفاظ على التراث يعد مسئوليتنا جميعاً، داعياً إلى إنشاء جمعيات للحفاظ على المتاحف بكافة أنواعها.
وفي نهاية اللقاء قام أ. د. ممدوح الدماطي وأ. د. حسام طنطاوي بتكريم سمو الأمير عباس حلمي الثالث وإهداء سيادته درع الكلية وميدالية الجامعة.