نتج عن جائحة كورونا تحديات غير مسبوقة للإنسان في جميع القطاعات وخاصة التعليم، بالإضافة إلى عواقب وخيمة أثرت على الصحة العالمية والصدمات الاجتماعية والاقتصادية بشكل غير متناسب.
ففي شأن التعليم، كان على الجامعات والمؤسسات التعليمية تحويل بنيتها التحتية ونظامها التعليمي وبيئتها التعليمية لتكييف التعليم عن بُعد في غضون فترة قصيرة للغاية.
وفى شأن البحث العلمي، فقد وجب على مجتمع البحث العلمي الاستجابة لمثل تلك الجائحة بالسرعة والتركيز على الابتكار للاستجابة للوباء واستعادة الاقتصاد وإنقاذ البشرية.
وجدير بالذكر أنه يوجد علاقة وثيقة بين التعليم والبحث العلمي من ناحية وتسعة أهداف من أهداف التنمية المستدامة و19 هدفًا فرعيًا و22 مؤشرًا لتحقيق حياة أفضل للبشرية وتمكين المرأة بالتعليم وصقل مهارات ريادة الأعمال للشباب.
● وإذ نُثمن ونشكر رعاية فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية للمنتدى وحضور سيادته وتوجيهاته في الجلسة الافتتاحية، بضرورة تقديم تعليم جيد للدول النامية، وخصوصًا دول منظمة العالم الإسلامي.
● وقد تلاحظ تأثير جائحة كورونا وتغييراته المُتنوعة على تصور التعليم والعلوم والتكنولوجيا والتوظيف.
● كما أن الضغط على الصحة والاقتصاد قد أثر في طرق وأساليب التفكير في الفرص والتحديات المستقبلية.
● وقد أصبح ضروريًا لظروف وبائية مُماثلة، الاحتياج لمنصات من أجل نظام تعليمي مُستقر بأمان كامل واحترافية لتوفير المعرفة والمهارات والشهادة.
● كما عُرِف أن الدول ذات الرؤية المُوحدة والبنى التحتية المستثمرة، هي من ستقود وتجذب مرشحين إقليميين للتعليم.
● ومن ثم، فإن الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، أصبح ضرورياً للتكيف مع الثورة الصناعية الرابعة والخامسة، مما سيساعد في توفير فرص لوظائف جديدة.
● ووجد أن التحفيز على نظام التعليم مُتعدد التخصصات والبحث العلمي، هو المُحرك الرئيسي لاستقرار المجتمع والنمو الاقتصادي، وخصوصُا العلوم الأساسية مثل الفيزياء والرياضيات.
● وتأكيد على أن ضمان الجودة وتوحيد المعايير سيلعبان دورًا في التعاون الإقليمي والدولي في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
● كما يجب الاسترشاد بأهداف التنمية المستدامة (SDGs)، والتي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة عام 2030.
● ويجب علينا، للتوظيف في المستقبل، إدراك أهمية وملائمة الوظائف المُستقبلية والتكنولوجيا الناشئة.
● ونؤكد أيضاً على دور الثورة الصناعية الرابعة والخامسة وتأثيرها المباشر وغير المباشر على التعليم والعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
● كما اتضح الحاجة إلى تعميم التعليم الفني والمهني والتدريب (TVET) للوظائف المستقبلية.
● ويجب إعادة التأكيد على أهمية المعارف الأصلية والتكنولوجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
● نُعرب عن تقديرنا للحماس المصري المُتمثل في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتنفيذ المُنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، في نسخته الثانية، بهذا الجمع الكبير أثناء أزمة الوباء، ونشكر وزارة الصحة المصرية على كل الدعم والاجراءات التي اتخذتها؛ لضمان الصحة الامنة للحضور في المنتدى.
● في ضوء النجاح والتأثير الذى حققه المُنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي في دورته الاولى عام 2019، وبناءً على الاستراتيجية الطموحة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي تتوافق مع أهداف التنمية المُستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وبالرغم من جائحة فيروس كورونا المُستجد، استطاعت الجامعات المصرية أن تتحول رقميًا لنظام التعليم عن بُعد، وقامت الوزارة ببناء جامعات أهلية جديدة، وتحديث المقررات البينية للتخصصات المتطورة والداعمة للتنافسية العالمية، والاستمرار في إبرام اتفاقيات شراكة مع الجامعات العالمية المتقدمة، في درجات علمية مشتركة، مما يتيح فرص أفضل لشباب الخريجين في سوق العمل بالوظائف الجديدة.
● كما قامت الوزارة بدعم إنشاء صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، لدعم المبدعين والمبتكرين، مما يُساهم في دعم الاقتصاد المحلي، بالإبداعات والأفكار التكنولوجية المتطورة، كما قامت الوزارة بإصدار مجموعة من التشريعات لقانون حوافز الابتكار، الذي يشهد على ظهور شركات ناشئة في الجامعات والمراكز البحثية، وظهور أول حاضنة تكنولوجية في الإلكترونيات.
ومن ثم، فقد التزمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتنظيم المنتدى سنويًا، وفى الدورة الثانية للمنتدى 2021، حضر حوالى 24 ألف مُشارك من 77 دولة، ويمثلوا مؤسسات تعليمية وبحثية ومُنظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية.
وتم خلال الفعاليات على مدار ثلاثة أيام (8-10 ديسمبر 2021)، عقد 50 جلسة علمية وتشاورية، شارك في تقديمها 102 متحدث.
وعلى هامش المنتدى شارك في المعرض 65 عارضًا من مصر والعالم، وقد أجمع الحضور على أن التعليم يجب أن يستمر في تعزيز الابداع والتميز والإنصاف وتمكين جميع الشباب من أن يصبحوا أفرادًا واثقين ومبدعين ومتعلمين ناجحين ومجتمع نشط ومستنير.
وبموجب هذا، أعلن المشاركون التوصيات التالية:
1- تعزيز قدرات التعليم المبتكرة والإبداعية من خلال توفير بيئة مواتية مع منصة ديناميكية تعزز الإبداع والابتكار.
2- ضمان بيئة مواتية للتعليم والابتكار والإبداع التنافسي من خلال تقوية المؤسسات؛ وأنظمة الإدارة الجماعية؛ وزيادة تمويل العلم والتكنولوجيا؛ وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.
3- تعزيز تطوير واستخدام نماذج أعمال جديدة لأنظمة التعليم المُبتكرة والتنافسية، والتي من المحتمل أن تلعب دورًا كمحرك ومساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
4- زيادة الدعم للبحث والتطوير من خلال تعزيز الروابط بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ بهدف تحسين وتسويق البحث والتطوير وزيادة الاستثمارات في العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
5- تسخير العلوم والتكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية المستدامة وفتح المجال لرواد الأعمال.
6- تعزيز التعاون الدولي والإقليمي الذي يضمن تقديم تعليم عالي الجودة، ويتسم بمهارات عالية وجذب مُجتمع المشتركين من الطلاب الإقليميين.
7- تعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث، لدعم التغلب على التحديات الوطنية والدولية، من خلال الإبداع والابتكار وتبادل المعرفة.
8- تشجيع مراكز البحث على الترتيب (التصنيف) الأعلى، وقياس الأداء الذي يلعب دورًا مهمًا للتسويق والتأثير المجتمعي على اقتصاد المعرفة.
9- دعم تعليم علوم وتكنولوجيا الفضاء والتأكيد على أن الفضاء فرصة مفتوحة لكل الأمم، الأمر الذي سوف يؤثر على أنشطة حياتنا اليومية، من خلال مساهمة اقتصاد الفضاء في النمو الاقتصادي العالمي.
10- التأكيد على أن التعليم هو السبيل لتحقيق النمو الاقتصادي العالمي، وأنه حق لكل الأعمار، للرجل والمرأة على حد سواء، مع التأكيد على الجامعات والمؤسسات الدولية العمل على تحقيق ذلك.
11- إدماج التعلم طويل الأمد بدءً من مرحلة رياض الأطفال حتى نهاية التعليم الثانوي من خلال المناهج الدراسية التي تُظهر للطلاب قيمته، وكذلك كيفية متابعة التعلم والاستفادة منه وضمان تنمية قدرات المعلمين للقيام بدورهم المرجو في العملية التعليمية.
12- العمل على تغيير النظرة المُجتمعية التعليم الفني واحتياجاته مع ابراز الدور الفعال للإعلام في هذا، لبناء مجتمع يتقبل التعليم الفني، ودوره الفعال في كافة القطاعات مثل الصناعة وسلاسل الإمداد والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.
دمج الإنسان والآلة للوصول إلى أفضل وأنسب الحلول لتحقيق مُستقبل أكثر أمناً، لإنتاج مُنتجات تكنولوجية من صُنع البشر، تتبنى سياسات الثورات التكنولوجية وتستفيد من السلوك البشري.
14- اتفق الحضور على أن يكون موعد انعقاد النسخة الثالثة من المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي GFHS 2022، خلال الفترة من 7-9 ديسمبر 2022 إن شاء الله.