انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي "التكامل الاقتصادي المصري السوداني بين الواقع والمأمول" أونلاين عبر برنامج Microsoft Teams تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس والأستاذ الدكتور هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع وتنمية البيئة ورئيس مجلس إدارة المركز، وتولى إدارة المؤتمر الأستاذ الدكتور أشرف مؤنس مدير المركز ومقرر عام المؤتمر.
يعقد المؤتمر في اطار الموسم الثقافي لمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس لعام 2020م - 2021م.
أستهل فعاليات المؤتمر الأستاذ الدكتور هشام تمراز حيث ألقى الكلمة الافتتاحية والتي أثنى فيها على موضوع المؤتمر وأهميته في ظل الظروف الراهنة.
وتناول سيادته أهم ملامح العلاقة التاريخية بين مصر والسودان والتي بدأت بالوجود الإنساني منذ تكوينات البشرية المبكرة التي نشأت وتواجدت في ذلك الجزء الشمالي الشرقي من القارة الأفريقية، وقدم العلاقة المرتبطة بتكوين وادي النيل الذي يشكل شريان وأساس للحياة التي ازدهرت على ضفتيه منذ فجر التاريخ، حيث تلاحمت الأجناس والعناصر البشرية بين شمال الوادي وجنوبه مكونة وحدة وادي النيل، والحق أن ذلك النهر العظيم (نهر النيل) هو الذي وحد بين سكان بلاد السودان ومصر وحدة لا انفصام لها، ولا شك أن علاقة البلدين ببعضهما البعض علاقة أزلية وحتمية (علاقة حياة) خاصة في العصور الحديثة، حيث نمت هذه العلاقة بين مصر والسودان ودول شرق ووسط أفريقيا خلال القرن التاسع عشر في فترة الحكم العثماني المصري، ثم اثناء الحكم الثنائي المصري البريطاني، وقد ازدادت تلك العلاقات قوة بعد استقلال السودان، وفي كل الأحوال توطدت علاقات المصريين بالسودان، كما توطدت علاقة السودانيين بمصر على مر العصور حتى الوقت الحاضر في إطار العلاقات الأخوية القوية والمصالح المشتركة التي تربط البلدين ببعضهما سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.
وبموجب تلك العلاقة الأبدية يأتي موضوع المؤتمر العلمي الدولي حول تاريخ مشروعات التكامل بين مصر والسودان وتطورها منذ توقيع وثيقة الإعلان المشترك في الإسكندرية بعنوان: "منهاج العمل السياسي والتكامل الاقتصادي بين مصر والسودان"، مما يحتم على البلدين التكامل الاقتصادي والسياسي لكي يشكلان قوة اقتصادية وسياسية لها وزنها في عالم تحكمه الكتل والقوى الكبرى ومواجهة التحديات الأخيرة التي تواجه البلدين خاصة في مشكلة سد النهضة الأثيوبي.
وأكد الأستاذ الدكتور أشرف مؤنس بجميع السادة المشاركين والحضور الكرام، أن العلاقات المصرية السودانية علاقات متميزة في الماضي والحاضر، لا مثيل لها في تجذر وعمق الروابط التي ربطت بين الشعبين والدولتين على مر العصور
ومن التحديات التي تواجه الدولتين في الآونة الأخيرة ملف سد النهضة الإثيوبي الذي يتصدر اهتمامات البلدين في إطار التعاون المائي بينهما