أسفرت الدورة الثالثة عشر من المؤتمر السنوي لقسم الأورام بكلية الطب جامعة عين شمس عن العديد من المناقشات والتوصيات ، حيث شهد المؤتمر الذي أقيم تحت رعاية أ.د محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس و أ.د. أشرف عمر عميد كلية الطب و رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية و أ.د. هشام الغزالي أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بكلية الطب و رئيس المؤتمر ، تصريحات هامة.
المستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، الدكتور محمد عوض تاج الدين، قال إن مصر بدأت الاستعداد لجائحة فيروس كورونا المستجد بمجرد ظهورها في الصين، وذلك سواء كان بتجهيز المستشفيات أو الأدوية أو المستلزمات الطبية.
وأضاف أن فيروس كورونا ليس جديدًا، بل كان موجود في عامي 2002 و 2003، بينما السلالة التي ظهرت في نهاية عام 2019، هي الجديدة فقط.
وأكد خلال المؤتمر، أن مصر لديها 77 مستشفى صدر في جميع المحافظات، وهي تعد الخط الأول لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وأن مصر نجحت في مواجهة الجائحة وخطتها "تُدرّس"، قائلا: "مصر عندها عدد كافي من أجهزة التنفس الصناعي".
وأشار إلي أنه لا يوجد دواء معين لعلاج فيروس كورونا المستجد حتى اليوم، بل يتم معالجة الأعراض، مؤكدًا أن مصر من أوائل الدول التي استخدمت أدوية منع التجلط، وأن مصر تجاوزت الموجة الأولى بعدد قليل من الإصابات.
وتابع: أن ذروة الموجة الأولى لجائحة فيروس كورونا المستجد كانت بين العيدين "الفطر والأضحى" خلال عام 2019، وفي الموجة الثانية ديسمبر 2020 وحتي بداية يناير 2021، وبدأت الأعداد تنخفض منذ عدة أيام.
ويرى أن تقليل الكثافة في الأماكن العامة والمؤسسات وأماكن العمل سواء كانت الحكومية أو الخاصة، ساعد بدرجة كبيرة في انخفاض أعداد المصابين مؤخرا.
وحول ظهور موجة ثالثة لجائحة فيروس كورونا المستجد، قال إننا أمام فيروس لا يزال تحت الدراسة، ولا تتوفر حوله كل المعلومات، قائلا "لم نصل لكتالوج له حتى الآن".
ونصح مرضي الأورام بضرورة أخذ لقاح فيروس الكورونا المستجد، حيث أنهم يعانون من ضعف المناعة بسبب الأدوية التي يأخذونها لعلاج الأورام، لذا تم وضعهم ضمن الفئات الأولى بالحصول على اللقاحات.
وأكد أنه لم يثبت تأثر السيدة الحامل بأعراض جانبية في حالة الحصول على لقاح كورونا من عدمه حتى الآن، لذا نصح بعدم حصولها عليه، وكذلك الأطفال الأقل من 16 عامًا.
وكشف عن أن بدء إعطاء لقاح فيروس الكورونا المستجد للأطقم الطبية في مستشفيات العزل والصدر والحميات خلال الأسبوع المقبل، وأن لكل شخص جرعتين، بينهما 21 يومًا.
وأكد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، موضحًا أن اللقاحات لا تعطي مناعة كاملة، ولم يثبت حتى الآن فترة تواجد الأجسام المضادة للفيروس بالجسم، ويتوقع أنها تتراوح ما بين 6 إلى 9 أشهر، لذا لا بد من تطبيق الإجراءات الوقائية.
وقال إن مصر تسعى إلى توفير عدة مصادر للحصول على لقاحات فيروس كوورنا المستجد، وليس الاعتماد على مصدر واحد.
في السياق ذاته، أضاف الدكتور هشام الغزالي، أستاذ الأورام بطب عين شمس، ورئيس المؤتمر، أن العلاجات المناعية للأورام حققت نسب شفاء عالية، عن العلاج الجراحي أو الكيماوي أو الموجه، حيث أن "المناعي" أثبت انه العلاج الأول في عدة أمراض سرطانية منها "الرئة والكبد".
ولفت إلي أن فئة مرضى الأورام لهم أولوية في الحصول على لقاح فيروس كورونا المستجد، خاصة أن نسبة الوفيات بين مرضى الأورام مرتفعة، موضحًا أن من إيجابيات جائحة كورونا التحول الرقمي في كل شيء.
وأكد أن البحث العلمي هو قاطرة التطور والوصول لعلاجات مستهدفة، ونسعى ألا نكون دولة تابعة باستمرار، مشير إلى أن مركز الأبحاث بطب عين شمس حصل اليوم على موافقة على نشر بحث علمي في إحدى المجلات الطبية البحثية العالمية.
وقال الدكتور حمدي عبدالعظيم، رئيس المبادرة الرئاسية الصحة المرأة، إن تشخيص سرطان الثدي مبكرًا، يساعد بشكل كبير في تحقيق نسب شفاء عالية، فضلاً أنه يساعد أيضًا في تقليل النفقات المادية.
وأضاف عبدالعظيم خلال المؤتمر، أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لصحة المرأة، تستهدف الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، موضحًا أنه تم وضع خطة للاكتشاف المبكر ذات جدوى اقتصادية، وقابلة للتنفيذ، مع الاستفادة من البنية التحتية مثل "الوحدات الصحية" المنتشرة في جميع محافظات الجمهورية.
وبين أن خطة تدريب الأطقم الطبية المشاركة في مبادرة الرئيس لصحة المرأة، تعد أكبر خطة تدريب في العالم، حيث شارك فيها كل الأطقم الطبية بالوحدات الصحية والمراكز الطبية في جميع المحافظات، وتم تدريبهم على التشخيص المبكر والعلاج الأفضل.
وأكد أن مبادرة صحة المرأة استقبلت 11 مليون سيدة في جميع محافظات الجمهورية خلال 18 شهرًا، وهذا يعد نجاحًا كبيرًا لصالح المرأة المصرية بشكل خاص، ولمنظومة الصحة والدولة بشكل عام.
وقالت الدكتورة إيناس عبدالحليم، عضو مجلس النواب، إن البرلمان أجّل تطبيق الضريبة، والضريبة المضافة لعدم تأثر الاقتصادي المصري خلال انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، كما تم سن قانون يسمح لوزير الصحة بإصدار قرارات تساعد منظومة الصحة وقت انتشار أي جائحة.
وتابعت: أن البرلمان وافق على قانون تحسين صندوق الطوارئ للأطباء، ومد خدمة الأطباء بعد سن المعاش، وقانون تحسين دخل الأطقم الطبية، وعدة قوانين أخرى تساعد في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد.
وشهد فاعليات ختام المؤتمر الإعلامي عمرو الليثي، وأكثر من 150 عالمًا وخبيرًا أجنبيًا من كل دول العالم، وعلى رأسهم البروفيسير تاسوكو هونجو الحاصل على جائزة نوبل لاكتشافه العلاج المناعي لعلاج السرطان، والبروفيسير سولانج بيترز رئيس الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام، و البروفيسير مونيكا مورو رئيسة جمعية جراحة الأورام الأمريكية، والبروفيسير ساندرا سوين رئيس الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام.