في إطار فاعليات الموسم الثقافي والفني لجامعة عين شمس، وتحت رعاية أ. د. محمود المتيني رئيس الجامعة، افتتح أ. د. عبد الفتاح سعود نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون التعليم والطلاب، ندوة "حروب الجيل الرابع" والتي نظمها قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة وأسرة من أجل مصر المركزية والإدارة العامة لرعاية الشباب.
حاضر بالندوة اللواء أركان حرب فؤاد يوسف فيود مستشار مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة ورئيس مجلس إدارة مجلس علماء مصر.
أقيمت الندوة وسط إجراءات وقائية واحترازية مشددة ، وبحضور أ. د. سلوى رشاد عميدة كلية الألسن و أ. د. طايع عبد اللطيف مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي و مستشار نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب للأنشطة الطلابية و أ. د. جيهان رجب وكيلة كلية التجارة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة و أ. سهيل حمزة أمين مساعد شئون قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة والعميد محمد رمضان مدير إدارة التربية العسكرية بالجامعة ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والطلاب و الإداريين .أدارت الندوة أ. د. هبه شاهين أستاذ ورئيس قسم علوم الاتصال والإعلام بكلية الآداب و مدير المركز الإعلامي.
وأضاف أن ما نشهده من حروب الجيل الرابع ما هي إلا خليط من كافة الأشكال والاستراتيجيات التي شهدتها الحروب منذ نشأتها وهو ما يجعلها أشد فتكاً وأكثر تأثيراً، الأمر الذي يستلزم منا مزيداً من اليقظة والحذر وأن نسلح الأجيال الحالية والمستقبلية بالوعي وتنمية روح الولاء والانتماء وإيقاظ الحس الوطني لديهم.
وأشار إلى أن الجامعة تهتم بتوفير كافة احتياجات الطلاب من رعاية صحية وتكافل اجتماعي، فضلاً عن الاهتمام بالجوانب الأكاديمية والبحثية، لافتاً أن ذلك كله يصب في بناء وصقل شخصية الطالب ويقدم لسوق العمل خريجاً قادراً على مواجهة الحياة متسلحاً بكل ما من شأنه تطوير ذاته وتطوير المجتمع من حوله، بما يجعله فرداً فاعلاً في بناء الوطن.وأشار إلي أن الجامعة وسعت قاعدة التعاون مع كبريات المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون على مستوى الدولة منها دار الأوبرا المصرية و المجلس الأعلى للثقافة، وهو ما يثري الحركة الثقافية والفنية داخل الجامعة. وأضاف أن طلاب الجامعة أبدعوا ونفذوا عدداً من العروض المسرحية التي تجسد بطولات القوات المسلحة، بما يعكس استشعارهم لأهمية قراءة التاريخ واستلهام الدروس المستفادة منه لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.أعرب اللواء أركان حرب فؤاد فيود عن سعادته بدعوة جامعة عين شمس الكريمة
وتحدث عن عرض الصوت والضوء بمدينة الإنتاج الإعلامي والذي يحاكي معركة" تبة الشجرة “، موجهاً دعوة لطلاب الجامعة بحضور هذا العرض الهام.
ونبه إلى ضرورة الاستفادة من دروس التاريخ وانتصارات الآباء والأجداد ليكون دافعاً قوياً في بناء المستقبل.
وتحدث عن انتصار أكتوبر والذي تحقق بالمراوغة الاستراتيجية والذكاء العسكري الذى تفوق على أقوى أجهزة المخابرات في العالم. مستعرضاً عدداً من العمليات العسكرية التى قام بها الجيش المصري طوال فترة حرب الاستنزاف، من معركة رأس العش و تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات و فشل القوات الإسرائيلية فى دخول مدينة السويس أو مدينة الإسماعيلية وصولاً إلى إنتصار أكتوبر المجيد.
واستعرض صوراً مختلفة من حروب الجيل الرابع و هى الحروب البيكترولوجية ، و كذلك محاولات تهريب المخدرات وإشاعتها بين فئة الشباب.
و تحدث عميد شرطة الدكتور إبراهيم الغزاوي عن طبيعة الحروب على مر الأجيال ، حيث تمثلت حروب الجيل الأول في المواجهة ببن جيشين وهو ما يطلق عليها الحرب الكلاسيكية ، ثم حروب الجيل الثاني وهي حرب العصابات مثل حرب أمريكا ضد ڤيتنام في الستينيات، و ما تلاها من حروب الجيل الثالث و هي الحرب الاستباقية مثل حرب امريكا ضد العراق عام ٢٠٠٣، ثم حروب الجيل الرابع وهي الحرب الغير متماثلة بين الدول حيث تواجه الدول فيها أطرافاً غير مرئية وغير معروفة، وغالباً ما تكون أطرافها من أبناء ذات الدولة ، كما تستخدم الإرهاب للوصول إلي الهدف المنشود وهو تفكيك الدول من الداخل.مستشهدا بمقولة لماكس واينيج عام ٢٠١٨ في أثناء لقاءه بقادة اسرائيل حين أوضح مفهوم حروب الجيل الرابع في إنهاك الدول تدريجيا وببطء شديد دون ان يشعر أهلها.
وأضاف أن هذا الإرهاب ينتشر من مكان لآخر مع دعم دول و أجهزة المخابرات.
مشيراً أن الحرب النفسية هي أحد أسلحة حروب الجيل الرابع، حيث يتم استخدام بعض الفئات في المجتمع لنشر الطاقة السلبية وهدم تقاليد ورموز الدول و الأفكار الهدامة.
مؤكداً أن الدول التي تنهار بهذا الشكل، يصعب أن تكون لها قائمة مرة أخرى ، مستشهدا بما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقا وكذلك بعض الدول العربية.
وفي ختام حديثه أكد العميد دكتور إبراهيم الغزاوي أن السبيل لمواجهة حروب الجيل الرابع هو التفكير المنطقي والتسلح بالعقل والحكمة.
مشيدا بالاجراءات التي اتخذتها مصر للقضاء علي مسببات الحرب النفسية مثل القضاء علي العشوائيات.
وعقب ذلك كرم أ.د. عبد الفتاح سعود ضيوف الندوة المحاضرين ، مثمناً دورهم في رفع وعي الشباب بخطورة ما يحدث حول العالم وتأثيراته على المنطقة.
كما تم فتح باب النقاش والتساؤلات للطلاب.
أعقب الندوة فقرة فنية لفرقة هيئة قصور الثقافة للشباب.